20/06/2023 - 13:03

"لأرواح أجدادنا"... فلسطين في قلب أدب الأطفال الأمريكيّ | ترجمة

كتاب «الوطن: أبي يحلم بفلسطين» (2023)

 

العنوان الأصليّ: ‘A gift to my ancestors’: Meet the Palestinian-American authors bringing their culture to the heart of children’s books.

الكاتبة: آلاء الأعسر.

المصدر: CNN. 

 


 

تتذكّر هنا مشبك شعورها بالدفء بجانب أختيها تحت بطّانيّة ثقيلة، والضحكات تملأ غرفة نومهنّ بينما كنّ ينتظرن أباهنّ كي يأتي ويقرأ لهنّ قصّة ما قبل النوم.

"اليوم سأحكي لكم قصّة عن فلسطين"، كان يقول، وعيونهنّ تتّسع بالترقّب. كانت قصص والدهنّ دائمًا عن وطنه، والمغامرات المضحكة والشقيّة الّتي كان يعيشها هناك. "كان يا ما كان، في قديم الزمان"، كان يهمس بالعربيّة قبل أن يغوص في حكاية ساحرة عن المدن القديمة، والأسواق وحقول الزيتون، أو الحرب الّتي قال إنّها في النهاية سرقت كلّ شيء.

بالنسبة إلى مشبك، كانت هذه القصص تمثّل اختلافًا لطيفًا عن القصص الّتي كان معلّموها في غرب ماساتشوستس يطلبون منها قراءتها في المدرسة. بصفتها فلسطينيّة- أمريكيّة من الجيل الأوّل، لم تتمكّن مشبك من الشعور بالترابط مع شخصيّات تلك القصص، الّتي كثيرًا ما كانت فتيات بيضاوات لديهنّ مشاكل تخصّ الفتيات البيضاوات.

اليوم، مشبك، الّتي تبلغ من العمر 36 عامًا، جزء من حركة متزايدة من الكتّاب الفلسطينيّين الأمريكيّين الّذين ينشرون كتبًا للأطفال بالإنجليزيّة من بطولة شخصيّات فلسطينيّة. الهدف، كما يقولون، هو إعطاء النشء الفلسطينيّ شخصيّات يمكنهم رؤية أنفسهم فيها. ثمّ إنّهم يريدون تعليم الجيل القادم في الشتات عن ثقافتهم الفريدة وتاريخهم، ومساعدة الأطفال من جميع الخلفيّات على فهم ما يعنيه أن تكون فلسطينيًّا.

"في أثناء نشأتي، كان والدي يقول دائمًا لأخواتي ولي إنّ "الكتب بوّابة روح البلاد"، وإنّه بوصفنا فلسطينيّين، "من المهمّ أن نعلّم الناس عن التاريخ، والفنّ، والأدب، والجمال الّذي تعطيه ثقافتنا للعالم"، قالت.

كتاب مشبك «الوطن: أبي يحلم بفلسطين» (Homeland: My Father Dreams of Palestine) (2023)، يأخذ القرّاء في رحلة عبر فلسطين التاريخيّة، قبل قيام إسرائيل، والحروب العربيّة الإسرائيليّة المتتالية والاستعمار الإسرائيليّ للضفّة الغربيّة وغزّة، الّذي غيّر اسم البلاد ومناظرها الطبيعيّة، وأجبر مئات الآلاف من الفلسطينيّين، بمَنْ في ذلك والدها، على النزوح.

"هذا الكتاب هديّة لأجدادي"، قالت مشبك. "إنّه تذكير للحفاظ على ثقافتنا والاحتفاء بها في الشتات، وقصيدة ترنيم لقوّة الحكاية".

 

لأجل طفولة فلسطينيّة 

بالرغم من إنجازاتهم الحديثة في حقل الفنون، ما زال الأمريكيّون الفلسطينيّون، والأمريكيّون العرب، قليلي التمثيل بشكل ملحوظ في الكتب.

بين عامَي 2018 و2022، اكتشف «مركز كتب الأطفال التعاونيّ» في «كلّيّة التربية» في «جامعة ويسكونسن-ماديسون»، أنّ أقلّ من 1% من كتب الأطفال والكتب الخاصّة بالشباب، الّتي أصدرتها دور النشر الأمريكيّة كانت عن العرب. الفئة الوحيدة الّتي حظيت بتمثيل أقلّ كانت سكّان جزر المحيط الهادئ.

هذه مشكلة خطيرة، كما تقول سوزان معادي درّاج، مؤلّفة كتب «فرح تتألّق» (Farah Rocks)، وهي سلسلة كتب فصليّة عن طالبة فلسطينيّة- أمريكيّة قويّة، في الصفّ الخامس، تُدْعى فرح حجّار، تتعامل مع المتنمّرين ودراما المدرسة.

تقول درّاج، الّتي تبلغ من العمر 48 عامًا، إنّها كتبت سلسلة الكتب لابنتها، مريم، بعد أن سألتها لماذا لا توجد شخصيّات فلسطينيّة في الكتب الّتي قرأتها في الصفّ الخامس. "أردت أن أخلق تجربة طفولة فلسطينيّة لم أكن أمتلكها. أردت لها أن تعيش تجربة مليئة بالفرح، كونها فلسطينيّة- أمريكيّة، وليس لديها أيّ مشاعر سلبيّة حول ذلك"، قالت درّاج، الّتي تعيش في بالتيمور، ماريلاند. "أردت لها أن تعيش في مجتمع متنوّع لا أحد يعتبرها فيه غريبة لكونها تتحدّث العربيّة، وتجلب الطعام العربيّ إلى المدرسة".

تظهر ثقافة فرح بطرق مختلفة في جميع أنحاء السلسلة، من الطعام الّذي تأكله إلى علاقتها بجدّتها الّتي لا تتحدّث الإنجليزيّة كثيرًا.

تضيف درّاج كلمات عربيّة في النصّ ليتعرّفها الأطفال الّذين يتحدّثون اللغة، بالإضافة إلى قاموس للّذين لا يعرفونها. وتتضمّن الكتب أنشطة تتعلّق بالثقافة الفلسطينيّة، بما في ذلك وصفة للحمّص ودرس عن التطريز التقليديّ الفلسطينيّ.

بالنسبة إلى درّاج، من المهمّ تطبيع تجربة الأمريكيّين الفلسطينيّين. وُلِدَت درّاج ونشأت في الولايات المتّحدة، لكنّ عائلتها تنحدر من الطيّبة، وهي قرية صغيرة في الضفّة الغربيّة الّتي تستعمرها إسرائيل. كطفلة، لم تكن لديها أيّ كتب تعكس تجربتها في الاحتماء بين ثقافتين، وبالتالي شعرت في بعض الأحيان بأنّها غريبة. كما كانت تعاني أحيانًا من التحيّز والتمييز، بما في ذلك الوقت الّذي قالت لها معلّمة إنّه لا يوجد شيء اسمه "فلسطينيّون"، وأنّها هويّة مُخْتَلَقَة.

"من المهمّ كتابة قصص للأطفال عن العثور على قوّتك وهويّتك ومكافحة العنصريّة"، قالت درّاج. "لكن من المهمّ أيضًا أن نظهر للأطفال صورًا صحّيّة لأنفسهم، حيث يعيشون حياة صحّيّة وطبيعيّة، وليست العنصريّة مشكلتهم الكبرى الّتي تواجههم، بل المشاكل العاديّة مثل الدراسة لامتحان كبير، أو التعامل مع مشاكل الرفاق والأصدقاء". يعتمد الأطفال على الكتب حتّى يصبح العالم منطقيًّا ومفهومًا بالنسبة إليهم، وكذلك مكانهم فيه، تقول. "إذا كان بإمكانك أن تحمل في يدك كتابًا وتقول للناس: ’هذا أنا‘، فهذا شعور جيّد".

 

كتابة الوجود الفلسطينيّ 

بالنسبة إلى ابتسام بركات، فإنّ وضع الشخصيّات الفلسطينيّة في مركز كتبها يشكّل نوعًا من أشكال الوجود. في بيت حنينا الّذي وُلِدَت فيه، وهو حيّ في القدس الشرقيّة، يمكن أن يتسبّب أيّ تعبير عن الهويّة الفلسطينيّة في مكان عامّ - حتّى مجرّد قول كلمة ’فلسطين‘ – بالعديد من المشاكل.

بعد أن احتلّت إسرائيل القدس الشرقيّة في حرب الأيّام الستّة في عام 1967، مُنِعَت الأعلام الفلسطينيّة، وراقبت إسرائيل الصحف وصادرت الكتب. "لم أر نفسي في الكتب أو في العلم أو في أيّ مكان. لم أشعر حقًّا بأنّني موجودة على الإطلاق"، قالت بركات، الّتي تبلغ من العمر 59 عامًا.

بعد أن هاجرت إلى الولايات المتّحدة عندما كانت تبلغ من العمر 22 عامًا، عملت صحافيّة، لكنّها أصبحت محبطة من المهنة بسبب مدى تقييد كلماتها عند الكتابة أو التحدّث عن الفلسطينيّين. وفي النهاية، تحوّلت إلى الكتب، حيث نشرت ثلاثة بالإنجليزيّة وأربعة بالعربيّة.

"أُجْبِرْتُ على فهم أهمّيّة الفنّ واللغة بوصفهما حقيقيّان وقيمتهما لا تقلّ عن قيمة الطعام، وأنّهما نوافذ وأبواب إلى الإنسانيّة"، قالت، مضيفة: "اللغة يمكن أن تحوّل ما هو قبيح وغير قابل للتحمّل إلى جمال".

من بين كتبها مذكّرات «تذوّق السماء: طفولة فلسطينيّة»، الّذي تفصّل فيه صدمة الحرب من منظورها كطفلة، بما في ذلك اليوم الّذي ضربت فيه القنابل منزلها وأجبرت عائلتها على الفرار. "كانت حياتي كلّها رحلة في محاولة شفاء الصدمات المتعلّقة بهويّتي الفلسطينيّة"، قالت بركات: "المنطقة العاطفيّة لكونك فلسطينيًّا محمّلة بصدمة كبيرة، وخسارة كبيرة".

ضُمِّن الكتاب، الّذي فاز بالعديد من الجوائز، في مناهج المدارس في جميع أنحاء الولايات المتّحدة، ممّا يعرّض الأطفال من جميع الخلفيّات إلى التجربة الفلسطينيّة. "كتبي ليست مكتوبة للطفل الفلسطينيّ فقط"، قالت بركات، الّتي تعيش الآن في كولومبيا، ميزوري. "أكتب عن تجربة الطفولة الفلسطينيّة. يحتاج جميع الأطفال إلى التعلّم عن تجارب الآخرين. كلّما عرفوا أنفسهم والآخرين، كانت حياتهم أغنى، وكانوا أكثر لطفًا تجاه الآخرين".

يتّفق خبراء الأدب عادة على أنّ الآثار الإيجابيّة لرؤية الأطفال لأنفسهم ممثّلة في الكتب، لا يمكن إنكارها، ممّا يحسّن درجاتهم العلميّة وثقتهم بأنفسهم وصحّتهم العقليّة. تقول ربا مرشود، الرئيسة التنفيذيّة لـ «قراءات مستقلّة» (Indy Reads)، وهي مجموعة غير ربحيّة تعمل على زيادة معدّلات القراءة، إنّ المكتبات المتنوّعة تؤدّي أيضًا إلى مجتمعات أكثر شموليّة للأطفال الملوّنين.

"من المهمّ لنا جميعًا القراءة عن أشخاص لديهم حياة وثقافات مختلفة عن تلك الخاصّة بنا"، قالت مرشود، الّتي تبلغ من العمر 41 عامًا. "عندما نقرأ عن الآخرين، نعمّق التعاطف لدينا وقدرتنا على الاعتراف بأنّنا، رغم اختلافنا... لدينا الكثير من الأمور المشتركة".

من الحاسم للأطفال بناء الوعي والتقدير للثقافات الأخرى بينما ما زالوا يطوّرون إحساسهم بالذات، تضيف. قد يساعد ذلك في خلق مجتمع خالٍ من النماذج النمطيّة السلبيّة والضارّة غالبًا، تقول مرشود، الفلسطينيّة- الأمريكيّة أيضًا، إنّ الكثير من الأطفال سيكبرون وهم غير مفهومين، دون أن يكون ثمّة تمثيل سليم للفلسطينيّين في كتب الأطفال.

"السرديّة الرئيسيّة عن الفلسطينيّين تتحدّد عادة من خلال علاقتها بإسرائيل والصهيونيّة، والاستعمار، وعنف القمع. في هذا السياق الضيّق، يصبح النسيج الكامل لأيّ ثقافة غير مرئيّ"، قالت. "كان سيكون أقلّ إيلامًا لو استطاع زملائي في الصفّ أن يروني فلسطينيّة لا إرهابيّة".

 

كتابة الألم الجمعيّ 

بالنسبة إلى العديد من الفلسطينيّين، من المستحيل تعليم الجيل القادم عن ثقافتهم وتاريخهم، دون توضيح الصدمة الجماعيّة الّتي يعانيها المجتمع الفلسطينيّ. الحرب والاحتلال العسكريّ هما السبب لما يعيشه الكثيرون الآن في المهجر.

من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال على الفهم، سافرت آمال بشارة، البالغة من العمر 37 عامًا، من منزلها في ميدفورد، ماساتشوستس، إلى مخيّم عايدة للاجئين، وهو مخيّم تديره «الأمم المتّحدة» بين بيت لحم وبيت جالا والقدس، حيث استعانت بعشرات الأطفال الفلسطينيّين لكتابة - ورسم كتاب - أحرف أبجديّة.

يمثّل كلّ حرف عربيّ في ’أبجديّة مخيّم عايدة‘ جانبًا مختلفًا من الحياة في المخيّم، حيث الأطفال يعيشون في ظلّ الأبراج العسكريّة، والقنّاصة يراقبون كلّ تحرّك لهم. هنا، يتعلّم الأطفال كلمات مثل ’الاحتلال‘ و’اللاجئ‘ بعد فترة وجيزة من ’ماما‘ و’بابا‘. قصصهم قبل النوم غالبًا ما يفسدها العنف، إضافة إلى عدم الأمان اللَّذَيْن يعيشونهما في حياتهم اليوميّة.

"الجيم هو للجدار، الجدار الّذي يقف فوق منازلنا، والجيش الّذي يأتي بالجيبات لممارسة الإرهاب والاعتقالات"، يمكنك أن تقرأ في صفحة من الصفحات. يترافق ذلك مع كولاج صنعه طفل يصوّر جنودًا إسرائيليّين يحملون بنادق، بجانب الجدار الخرسانيّ الكبير الّذي يزحف عبر الضفّة الغربيّة، يفصل بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، وكذلك بين الفلسطينيّين وبعضهم بعضًا.

"النون هي للنكبة، الكارثة الكبيرة في عام 1948، الّتي أجبرت أجدادنا على النزوح وجلبتنا إلى عايدة، والنكبات الأصغر الّتي نعيشها كلّ اليوم، المتمثّلة في العنف والتهجير"، نقرأ في صفحة أخرى.

يعيش أكثر من 5000 شخص في المخيّم، الّذي يغطّي أقلّ من نصف ميل مربّع. معظمهم من الأطفال، أحفاد الفلسطينيّين الّذين طردتهم عصابات يهوديّة مسلّحة خلال حرب عام 1948 العربيّة الإسرائيليّة من منازلهم، أو أجبرتهم على الفرار. يشير الفلسطينيّون إلى الحدث، الّذي شهد تشريد نحو 700 ألف شخص، وحرمانهم من العودة إلى منازلهم، على أنّه النكبة، أو ’الكارثة‘. في هذا الشهر، أحيا الفلسطينيّون في جميع أنحاء العالم الذكرى الـ 75 للنكبة.

بالطبع، ليست جميع الحروف في الكتاب مريرة؛ إذ تحتفل الكثير منها بجوانب جميلة من الثقافة والمأكولات الفلسطينيّة: الطاء للطبلة؛ الطبلة الّتي يُعْزَف عليها في المناسبات السعيدة؛ الفاء للفلافل؛ السندويشة المفضّلة لكلّ فلسطينيّ.

تقول بشارة، الّتي طُرِدَت عائلتها من الجليل في عام 1948، إنّه من الأهمّيّة بمكان تعليم الأطفال الفلسطينيّين، المولودين في الشتات، عن كلّ جانب من جوانب الثقافة والتاريخ الفلسطينيّين، بما في ذلك تلك الّتي تسبّب الألم العظيم. بطرق كثيرة، تقول، من الضروري أن تظلّ القضيّة الفلسطينيّة حيّة.

"هذه الكتب للأطفال تمكّن الأطفال الفلسطينيّين في أمريكا من معرفة تاريخهم وتراثهم. جَعْل الشباب مشاركين ومطّلعين أساس لمشاركتهم النشطة في النضال من أجل العدالة للفلسطينيّين"، قالت بشارة.

 

استعادة الأرض بالأدب

في جوانب كثيرة، ما تقوم به هؤلاء الكاتبات استمرار للتقليد الفلسطينيّ القديم في حكاية الحكايات، لكن في أرض جديدة، بعيدة عن الجبال الشاهقة في فلسطين التاريخيّة، والصحاري الواسعة، والأسوار الحجريّة القديمة، والأشجار الغنيّة بالبرتقال والرمّان والتوت والزيتون.

ينسب معظمهم عملهم إلى تأثير نعومي شهاب ناي، الشاعرة والروائيّة الأمريكيّة- الفلسطينيّة، وراء كتاب الأطفال «أسرار ستّي» (1994)، وهو واحد من أوائل الكتب الّتي نُشِرَت في الولايات المتّحدة، والّتي تحتوي على شخصيّة فلسطينيّة.

في القصّة، تسافر فتاة تُدْعى منى إلى أرض أهلها، حيث تلتقي بجدّتها لأوّل مرّة. بما أنّ أيًّا منهما لا تتكلّم لغة الأخرى، يبتكران لغة واحدة ويستخدمانها لاكتشاف أسرار بعضهما بعضًا، وتشكيل رابط دائم بينهما.

بعد بضع سنوات، نشرت ناي «حبيبي»، وهي رواية للشباب حول فتاة فلسطينيّة- أمريكيّة، تنتقل مع عائلتها من سانت لويس إلى الضفّة الغربيّة، حيث تقع في حبّ صبيّ يهوديّ.

"أشعر بالشرف الكبير، ويمسّني بشكل عميق أنّ هؤلاء الكتّاب الرائعين والبشر يذكرونني"، قالت ناي، 71 عامًا. "أنا سعيدة جدًّا، جدًّا، جدًّا، أنّ ثَمّ الكثير من الكتب الآن يمثّل الحياة الفلسطينيّة الجميلة، بعد أن تعرّضنا للكثير من التجريد من الإنسانيّة. أنا أحبّ أن أعرف أنّ لدينا هؤلاء الأخوات والإخوة والأطفال والأحفاد الأصغر سنًّا، سيواصلون سرد قصص بلادنا".

بالنسبة إلى بركات، كتب الأطفال هذه ضروريّة للحفاظ على حلم الفلسطينيّين بوطن، خاصّة للأطفال المولودين في المهجر، الّذين لا يستطيعون حتّى العثور على فلسطين على الخريطة. "الوطن تجربة مخلوقة، وبالتالي يمكن خلقها مرّة أخرى، وتجربتها بطرق متعدّدة"، قالت. "هذا شيء لا يمكنهم، ولن يتمكّنوا أبدًا، من محوه أو نزعه منّا".

"فلسطين لا توجد على الخريطة، لكن يمكن أن توجد على الرفّ؛ يمكن أن توجد في عقول الناس". بالنسبة إليها الآن، سيكون ذلك كافيًا، حتّى يتمكّن أولئك الّذين هُجِّروا ويعيشون في المهجر، أخيرًا، من العودة.

 


 

روزَنَة: إطلالة على الثقافة الفلسطينيّة في المنابر العالميّة، من خلال ترجمة موادّ من لغات مختلفة إلى العربيّة وإتاحتها لقرّاء فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة. موادّ روزَنَة لا تعبّر بالضرورة عن مبادئ وتوجّهات فُسْحَة، الّتي ترصدها وتنقلها للوقوف على كيفيّة حضور الثقافة الفلسطينيّة وتناولها عالميًّا.

 

 

التعليقات